الإسكندرية: "ترام" رمزاً للحداثة

الحصول على الوثائق

وبعد وقت قصير من افتتاح أول خط ترام كهربائي في مصر في القاهرة، حصلت الإسكندرية على شبكة مماثلة في وسط المدينة في عام 1898، قبل أن يتم استخدام الكهرباء في تشغيل خط سكة الحديد الذي يخدم الرملة منذ عام 1860، وهي منطقة سياحية شرق المدينة، 

في عام ١٨٠٠ كان الساحل الرملي شرق الإسكندرية والذي يسمى رملة مشتقة من كلة رمل باللغة العربية  منطقة صحراوية خالية. رغم ذلك شرعت عائلات الإسكندرية الثرية تدريجيا  في بناء منازلها الثانوية فيها، محولين إياها إلى ريفييرا صغيرة. 

في ٦ أغسطس ١٨٦٠ سمحت الحكومة المصرية لمهندس بريطاني وهو السير ادوارد سان جون فرمان أن يبنى خط سكة حديد بين الإسكندرية ورملة، وفى ٣١ أكتوبر وافق وزير الخارجية المصري على منحه هذا الامتياز. 

تأسست شركة السكة الحديدية بين الإسكندرية ورملة   في الإسكندرية بتاريخ  ١٦ أبريل ١٨٦٢. السادة شولتز وسيفر وفيلمينج وبولكلى وتورتليا, هم أعضاء مجلس الإدارة وتم اعتبارهم مؤسسين للخط ولهذا تحمل الكثير من المحطات أسماءهم.

 أول سكك تم وضعها في سبتمبر ١٨٦٢ في محطة الرملة التي بنيت بالقرب من المسلات المسماة "مسلات كليوباترا". وتم افتتاح أول قطار تجره أربعة أحصنة في ٨ يناير ١٨٦٣. وفى أغسطس من نفس العام تم استبدال الخيول بقاطرة بخارية.

في الأول من أكتوبر ١٨٦٥ عقدت الشركة اتفاقية مع هيئة البريد لنقل الرسائل إلى مكاتب البريد المقامة عند المحطات الجديدة. 

كانت شركة سكة حديد الإسكندرية - رملة المحدودة   التي تدير الخط ابتداء من مارس ١٨٨٣ تضم أعضاء  من كبار العائلات الاسكندرية من أصل يوناني وأرمني بالإضافة إلى الأجانب وامتدت الشبكة تجاه الشرق حتى ضمت في عام ١٩٠١ إلى جانب المحطة الرئيسية إثني عشر محطة أخرى تظهر في كتب الدليل السياحي وكانت عنوانا لكثير من البطاقات البريدية.

وبداية من ٢ يونيو ١٨٩٨ قررت الجمعية العامة لشركة سكة حديد الإسكندرية - رملة المحدودة أن تغير القاطرات وتضع محلها عربات كهربائية، ولكن لأسباب مالية لم يتم تنفيذ هذه العملية إلا بعد مرور خمس سنوات. وفى عام ٣١ ديسمبر ١٩٠٣ تم تشغيل القطارات الكهربائية الأولى وتم الانتهاء من تزويد الشبكة بالكامل بالكهرباء من اجل تشغيلها في 25 يناير 1904. ثم اختفت مكاتب البريد من المحطات ليتم وضعها بالقرب منها.

وتشهد البطاقات البريدية في سنوات ١٩٠٠ - ١٩٢٠ على تغييرات في مدينة الإسكندرية وعلى تطور وسائل النقل العام رموز الحداثة. استخدم شبكة الترام بانتظام وجهاء الإسكندرية، أصحاب المساكن الريفية في الرملة، والذين استمتعوا بالتواصل مع المدينة وفعالياتها الاجتماعية. كان بإمكان السياح والمسافرين بغرض الترفيه الوصول بسهولة إلى جميع المنتجعات الساحلية الممتدة على طول الساحل التي يخدمها الترام، بينما استخدمه الطلاب والمعلمون للسفر إلى كلية فيكتوريا، التي كانت، منذ عام ١٩٠٩ فصاعدًا، المحطة النهائية للخط.

وحتى يومنا هذا، تنقل عربات الترام الخاصة بخط "الأزرق" الإسكندرية – الرملة عشرات الآلاف من سكان الإسكندرية يوميًا.

الإسكندرية. محطة باكوس. صندوق بطاقات بريد القاهرة

ترجمة: أنور مغيث

خط الاسكندرية - رملة