فى ١٧٨٧ أحضرت الحملة على مصر على سفينتين من سفنها، المطبعة الشرقية والفرنسية، المطبعة الأميرية فيما بعد، يشرف عليها المستشرق جان جوزيف مارسيل Jean-Joseph Marcel ، ومطبعة جوزيف ايمانويل مارك اوريل Joseph-Emmanuel Marc-Aurel الذى التحق بالحملة بوصفه مسئولاً عن مطبعة الجيش. فى البدء كان وضع هذه المطابع فى الإسكندرية ينظر إليه على أنه وسيلة للدعاية لخطط بونابرت - نشر إعلان للجيش فى ٢٢ يونيو ١٧٩٨وإعلان ٢ يوليو باللغة العربية - ثم بعد ذلك فى القاهرة جاءت ولادة الصحافة الفرنسية فى مصر - لو كورييه دى ليجيبت - صحيفة كانت تسعى لأن تكون الناطق الرسمى للمستعمرة الفرنسية، والديكاد اجيبسيين وهى مجلة علمية يحررها أعضاء المجمع العلمى المصرى - تم إسناد إصدارها أولاً إلى مارك اوريل، ثم إلى جان جوزيف مارسيل.
ج. ج . لوتى مؤلف كتاب قراءة فى الصحافة الناطقة بالفرنسية فى مصر (باريس ٢٠٠٩) أول كتاب حقيقى حول الموضوع، ذكر ٧٠٥ عنواناً لصحف صدرت فى القاهرة والإسكندرية بشكل أساسى وأيضاً فى المنصورة بالدلتا وفى مدن قناة السويس، هذه العناوين ظهرت لفترات قصيرة بالنسبة للبعض فى حين أنها بالنسبة للبعض الأخر استمرت عدة عقود وذلك فى فترة تمتد من نهاية القرن الثامن عشر إلى بداية القرن الحادى والعشرين. بقى فقط صحيفتان باللغة الفرنسية فى مصر: البروجريه اجيبسيان التى تأسست عام ١٨٩٣، والأهرام ابدو تأسست ١٩٩٤ داخل مؤسسة الأهرام اليومية الناطقة بالعربية.
كانت هذه الصحافة تشمل صحفاً يومية وأخرى أسبوعية ذات طبيعة إخبارية وتجارية ومالية، وصحف ساخرة ومجلات قانونية وتاريخية (ريفيو ديجيبت) وعلمية (نشرة المجمع العلى المصرى) ونسوية (ليجيبسيين ولوفونيكس ) وأدبية (ايزيس) ثقافية وحتى اجتماعية، وصحف أسبوعية داخل الجاليات الأجنبية وأيضاً نشرات داخل المدارس والجمعيات الفرنسية. النشر كان مزدوج اللغة فى حالات كثيرة، يجمع الفرنسية مع العربية أوالإيطالية أوالإنجليزية (مصر المعاصرة ) أو اليونانية أو حتى العبرية، وأحياناً ثلاثى اللغة بل رباعى اللغة.
بدأت الصحافة الفرانكوفونية أول الأمر متعدية للقومية، سواء من حيث القراء، أو من حيث أن صحفيين من أصول مختلفة يشاركون فيها. وهناك عناوين عديدة كانت بالطبع من إنجاز فرنسيين ومصريين ناطقين بالفرنسية، ولكن أيضاً ممثلين لقوميات أخرى( لاسومين اجيبسيين لليونانى استافرينوس، أو إيماج للأخوين الشاميين زيدان... ).
كما أنها تتميز عن الصحافة الصادرة بلغة أجنبية أخرى فى مصر بطبيعتها المتنوعة، فهى تجمع فى داخلها منشورات ذات طبيعة متباينة، وكانت أحياناً متجاوزة للقومية ومشتركة بين الجاليات، وأحياناً قومية، وأحياناً تكون داخل الجالية الواحدة.